نخيل البلح Phoenix dactylifera
شجرة النخيل تعد من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان في التاريخ , وعمل على زراعتها منذ أقدم العصور،
وقد كرمت الكتب السماوية هذه الشجرة وحثت على زراعتها والاهتمام بها ورعايتها لما لها فوائد جمة،
كما وذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة ومأثورات العرب واشعارهم .
لا يهم أصل موطن النخل، لكن يقول العالم دو كاندول بأنه نشأ النخل منذ عصور ما قبل التاريخ في
المنطقة شبه الحارة الجافة التي تمتد من السنغال إلى حوض الأندلس , كما وأشار أن هذه المنطقة
من أكثف مناطق زراعة النخل منذ إكتشافها إلى وقتنا الحاضر .
بدأت زراعة النخل في بلاد ما بين النهرين (العراق ) منذ 4000 قبل الميلاد , ثم في مصر وفلسطين وصيدا وصور .
مميزات نخيل البلح
تعد شجرة نخيل البلح معمرة ولها ساق غليظة ، تتوجها أوراق ريشية كبيرة تسمى (سعف )، وأكثر ارتفاع مسجل لها يصل 28,20 متر , وتعتبر هذه الاشجار ثنائية المسكن , حيث يوجد منها ذكوري وأنثوي , وكلاهما يخرجان العراجين، ويتم التلقيح بنقل بعض العراجين الذكرية الجيدة لرش طلعها على العراجين الأنثوية وذلك بعد إنشقاق الإغريض الحاوي على العراجين الانثوية وخروجها منه، وبعد التلقيح يثمر العرجون عن أول طور من أطوار الثمر الخمسة و يسمى (الحصل )، ثم (البلح ) أخضر اللون، ثم (البسر ) ويكون لونه أصفر ،ثم (الرطب ) ، ثم (التمر) .
تتميز أشجار البلح بمجموع جذري كبير يمتد لمسافات كبيرة بالتربة مما يمكنها من الحصول على كميات مناسبة من الماء والعناصر الغذائية ، وهذا يساعد بنجاح زراعتها في أراضي لاتنجح فيها أشجار الفاكهة ، حيث يتحمل النخيل الجفاف لكن إذا تعرض للعطش لمدة طويلة فإن معدل النمو الخضري للأوراق يقل بوضوح وتقل صفات الثمار وينخفض المحصول بدرجة كبيرة.
وتختلف احتياجات النخيل للماء بإختلاف نوعية التربة والماء المضاف وطريقة الري والظروف الجوية المحيطة
وحالة النشاط الفسيولوجي للنخيل ومراحل نموها .
يعد البلح من أفضل الأغذية التي يتم تناولها على الاطلاق ، حيث يوجد منه عدة أنواع مثل :
بلح الأمهات , الحياني ، الزغلول , بنت عيشة , السماني , البرجي . فهو يحتوي على قيم غذائية عالية وتمد الجسم
بالحديد والطاقة والبروتينات كما ويحتوي على فيتامينات وسكريات وألياف ودهون وأملاح معدنية مثل :
الكالسيوم , الفسفور , الزنك , الصوديوم , المغنيسيوم , والبوتاسيوم .
فوائد البلح :
1- يحمي الأسنان من التسوس بسبب احتوائه على مادة الفلور , فهي من المواد الضرورية التي تحمي الأسنان ،
ويعزز طبقة المينا التي تغلف الأسنان .
2- يقي من السرطانات , حيث أثبت الأبحاث على فعاليته في علاج السرطانات البطنية مثل سرطان الكبد والبنكرياس والمعدة والقولون والكلى .
3- يعالج الضعف الجنسي عند الرجال , ويزيد عدد الحيوانات المنوية وحركتها .
4- يقوي العظام لأنه غني بالكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز فهو يحميها من هشاشة العظام ويقويها خاصة عند كبار السن .
5- يعالج مشاكل الهضم عند المرأة الحامل ويقي الأم والجنين من الأنيميا , كما يقوي عضلات الرحم , ويمد حليب الأم بالغناصر الغذائية عالية القيمة .
6- علاج فعال للعشى الليلي , ويتم إما بأكله أووضعه حول العينين
7- يعالج أمراض الجهاز الهضمي بفعالية , وعسر الهضم
8- يعد مصدراً للطلاقة لإحتوائه على نسبة عالية من السكريات مثل : السكروز والفركتوز والجلوكوز
9- يعالج أمراض القلب لانه غني بالبوتاسيوم الذي يعتبر ذو فائدة كبيرة لصحة القلب , ويخفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم .
يتحمل نخيل البلح المثمر درجات الحرارة المنخفضة ما دون الصفر لكن إذا إستمر إنخفاض درجات الحرارة فإنها تسبب ضرراً للأشجار . أما تكوين الثمار ونضجها فيحتاج إلى متوسط حرارة يزيد عن 27 درجة مئوية خلال موسم النشاط من شهر (مايو _ اكتوبر ) , أما في حالة إرتفاع درجات الحرارة تبكر ثمار الصنف الواحد في النضج .
كما يعد نخيل البلح من الأنواع المحبة للضوء ويفشل في تحقيق إثمار جيد في المناطق التي تزيد فيها الغيوم والسحب حتى لو توافرت الإحتياجات الحرارية المناسبة للنمو , كما ويحتاج النخيل إلى جو جاف وخالي من الضباب والندى والأمطار خاصة خلال فترة التلقيح والإزهار وأثناء نضج الثمار , حيث إن ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى انتشار الأمراض و الآفات الضارة .
كما وتؤثر الرياح الشديدة والعواصف على النخيل المتقدم بالسن والضيف حيث تسبب سقوطها , أما الثمار فتتسبب الرياح باصطدامها بالسعف إلى ظهور بقع سوداء على الثمار الخضراء , كما يؤثر على عملية التلقيح .